إنني متداول يحاول جاهدًا منذ سنوات تخطّي الخوف من تضييع الفرص (أو ما يعرف بالـ”FOMO”)، لكنني أعترف بأن مقالًا حديثًا على موقع بلومبيرغ بعنوان “صندوق مؤشرات متداولة جديد اسمه FOMO” قد أثار فيّ القلق. والنصيحة التي نعطيها لكل المتداولين هي أن يتّبعوا الخطة. فقد تنجح في تعقب الأسواق بعد تحرّكها، لكنها إستراتيجية تنطوي على الكثير من المخاطرة. وبالتالي من الأفضل دائمًا تضييع الفرص بدلًا من الإفلاس!

لنلقِ نظرة إذًا على صندوق المؤشرات المتداولة FOMO. هل سيغير نظرتنا على التداول عند الخوف من تضييع الفرص؟ أولًا، يبدو هذا المنتج مبهمًا، وهو صادر عن صندوق Collaborative Investment Series Trust (الذي تنصح به شركة Tuttle Tactical Management LLC)، فيصعب علينا أن نرى ما نضيّعه.

والهدف منه تحقيق مردود على رأس المال – الدخول غالبًا في التداول – عبر الاستثمار في الأسهم التي “تعكس الاتجاهات الحالية أو الصاعدة”، من خلال أي/كل ما يلي:

أولًا: الأوراق المالية للشركات الأميركية والأجنبية وفي الأسواق الناشئة لأي سوق

ثانيًا: شركات الاستحواذ لأغراض خاصة، أو SPAC

ثالثًا: صناديق المؤشرات المتداولة أو ETF، وصناديق المؤشرات المتداولة لتحقيق دخل ثابت، وصناديق المؤشرات المتداولة على التقلّب والتقلّب المعكوس

رابعًا: سندات المؤشرات المتداولة، أو ETN، وصناديق وسندات المؤشرات المتداولة المعكوسة وذات الرافعة المالية

خامسًا: السندات المالية العالية الإيرادات (المعروفة بالسندات العالية المخاطر)

إنها بنية معقدة، مزيجٌ من الاستثمارات المتقلبة والعالية المخاطر والعائدات. أما الأصل الوحيد المحفوف بالمخاطر الذي يبدو غائبًا في هذه المعادلة فهو العملة الرقمية. إذًا لا يفاجئنا أن إريك بالشوناس – محلل صناديق المؤشرات المتداولة في بلومبيرغ – ذكر أن اللائحة ترافقت مع أطول فقرة مخاطر شهدها بيانٌ منذ فترة طويلة.

هذا النوع من منتجات الاستثمار يدرّ عائدات هائلة، لكن أي مستثمر قد يقول لك إنها مغامرة قد تؤدي إلى خسارة الأموال. لكن المشكلة أن لا قدرة لغالبيتنا على تحمّل ذلك. علينا أن نضع إستراتيجية تداول تعكس المخاطر التي ستواجهنا. فكيف نتخلّص من أثر الخوف من تضييع الفرص؟

سأشاركك بعض النصائح التي ساعدتني والتي قد تساهم في تخفيف مخاطرك ووضعك على الطريق الصحيح. فمتى وضعتَ إستراتيجية تعطي النتائج المنشودة، سيكون أسهل عليك أن تقاوم إغراءات الدخول في تداول لوجوب الدخول فيه.

الشراء عند انخفاض السعر: وهو ما يبدو، بل هو فعليًا، عكس الخوف من تضييع الفرص. إنه التداول عبر وضع تنبيهات حول مستويات محددة مسبقًا للدعم/المقاومة، أو ببساطة وضع أوامر بالشراء والبيع بدلًا من التنفيذ مباشرة في السوق. أي اتباع أداة مالية تعرفها وتفهمها. لنأخذ البيان أدناه مثلًا، لا تريد الدخول في مراكز شراء عند المستطيلات الحمراء. ولا يتطلب ذلك تحليلًا عميقًا، فالشراء يحصل عند انخفاض الأسعار والبيع عند ارتفاعها، فلا تلاحق الاختراقات، بل انتظر تراجعًا واشترِ عند انخفاض السعر.

Buy the Dips

الانتقال إلى أطُر زمنية أعلى: إذا كنت متداولًا يوميًا يتداول باستعمال البيان المحدد بالدقيقة الواحدة والخمس دقائق، فعليك أن تبدأ باتخاذ قرارات تداول مبنية على البيان المحدد بالساعة واستعمال البيان المحدد بـ15 دقيقة للتنفيذ.

وضع خطة تداول والالتزام بها: يجب أن يتألف التداول من 80% من التخطيط و20$ من التنفيذ. فكلما خططتَ مسبقًا، خفّ الشعور بضرورة ملاحقة تداولاتك.

التنويع والتحوّط: إذا سيطر عليك الخوف من تضييع الفرص، تصرّف كمستثمر مؤسسي وتأكد من أنك في حال اخترت المخاطرة، أن تعوّض عنها بأصول أخرى.

وسأختم بمقولة لـ” جون د. روكفلر” يكمّل هذه النصائح: “سرّ النجاح هو فعل الأشياء الشائعة بطريقة غير شائعة”.